الأفق ميديا : متابعات
* المهندس والفاعل الاقتصادي عبد الجبار العشاب : مراجعة السياسة الفلاحية باتت ضرورية .
** يجب مواكبة المشاريع المائية بترشيد الاستغلال وتقنين الزراعات الاكثر استهلاكا للماء .
# تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، تحتضن العاصمة الاسماعيلية / مكناس في الفترة الممتدة من 21 الة 27 أبريل 2025 ، النسخة السابعة عشرة (17) للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب ، تحت شعار : ” الفلاحة والعالم القروي : الماء في قلب التنمية المستدامة ” حول فعاليات هذا المعرض وأهم محاوره ..خص المهندس والفاعل الاقتصادي السيد عبد الجبار العشاب ، جريدة يومية الصباح بحوار انجزه الزميل ” برحو بوزياني “.. وهذا اهم ماجاء فيه ..تعميما للفائدة .
في البداية ، أكد المهندس السيد عبد الجبار العشاب( وهو خريج جامعة بيكاردي بأميان بفرنسا في الأشغال العمومية ورئيس سابق للاتحاد العام لمقاولات المغرب _ فرع مكناس افران ، ورئيس شركة فيلا سايس للفلاحة والصناعة الغذائية ، ورئيس شركة ارولاب لبناء الطرق ، ورئيس شركة طرانس افريك للدراسات والمراقبة ) .على ان الحكومة باتت مطالبة بمراجعة السياسة الفلاحية ، لتمكين القطاع الفلاحي من الاستمرار في ظروف مناخية متقدمة وصعبة .وأوضح الرئيس الاسبق للاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة مكناس ، أن وضعية القطاع الفلاحي تفرض اليوم دراسة مدققة للأسواق ، وتحديدالخصاص في المنتوجات ، واعتماد أسواق جملة عصرية ، ومحاربة المضاربين لضمان تسويق الننتوجات بأثمنة مناسبة للمواطن ..
وبخصوص اختيار شعار المعرض ” الماء في قلب التنمية القروية ” لهذه السنة ، قال السيد عبد الجبار : ان اختيار موضوع الماء في قلب التنمية القروية ، لم يأت صدفة بل وبعد مرور 6 سنوات متتالية من الجفاف ، فقد اصبح القلق يعم المغرب بصفة عامة والقطاع الفلاحي خاصة ، وتبعا للتوجيهات والتوصيات الملكية المستمرة تحركت الحكومة ، عبر اطلاق عدة مشاريع لتهيئة سدود جديدة كبيرة وصغيرة مع بلورة برامج ومشاريع لتحلية ماء البحر مثل محطة اكادير والبيضاء .
بالطبع ( يضيف السيد عبد الجبار ) كل هاته المشاريع كان يجب مواكبتها بتعبئة لترشيد المياه وتحديث قطاع الري بالمملكة ، وحذف أوتقنين بعض الزراعات المستهلكة للمياه دون مراعاة الأزمة أو الاجهاد المائي ، الذي عاشه المغرب خلال السنوات الست الاخيرة .
وعن تموين الأسواق وارتفاع اثمنة الخضر ، بعدما عاش المغرب في السنوات الأخيرة مشاكل في تموين الاسواق بالمواد والخضروات ، اشار السيد العشاب ، الى وجود شقين بخصوص هذا السؤال ، الاول اقتصادي ، ويشمل مشكل التضخم بصفة عامة ، وقد هم جميع المواد وجميع القطاعات بدون استثناء ، فهناك مواد ارتفعت اسعارها في مصدر استيرادها ، ومواد رفع منتجوها اثمانها بدعوى ارتفاع كلفة الانتاج اصبخ ثمنه مرتفعا .بالطبع ( يقول السيد عبد الجبار ) هناك مشكل المضاربين ، الذين يستغلون الظروف وازمة الأسواق لرفع الأثمنة دون سبب مقبول .
أما الأسواق ، ففي غالب الأحيان ، لم تعرف انقطاعا او ندرة مهمة في المواد الأساسية بالنسبة الى الخضر رغم سنوات الجفاف .
بالطبع هناك أمور يجب دائما النظر اليها ، واعادة ترتيبها ، فالبرامج تبقى نظرية والواقع في الميدان يعطينا شيئا اخر ، كما حصل مع مشكل استيراد الأغنام السنة الماضية ، وما ترتب عنه من ارتفاع في أسعار اللحوم والاغنام واستفادة موردي الاغنام .
وجوابا عن سؤال :” تتميز جهة مكناس فاس بمؤهلات فلاحية كبرى ، لكنها لم تتحول الى قطب كبير للصناعة الغذائية ، ما المطلوب لتحقيق تنمية صناعية في هذه الجهة؟ ”
قال السيد العشاب : في ما يخص منطقة مكناس وما تتوفر عليه من ضيعات ومؤهلات كبرى للانتاج الفلاحي ، وعدم مواكبة ذلك لصناعة غذائية مهمة فالانتاج مهم (يقول السيد العشاب ) في الجهة في عدة مجالات ، مثل الفواكه او البصل او أشجار الزيتون ، أما الجزء الصناعي ، فيبقى في بدايته رغم التحفيزات التي يقدمها القطاع في مجال التصدير او التحويل أولا ، لأن المنتج او الفلاح لا يريد أن يدخل قطاعا يعتبر مجهولا ( اي التحويل او الصناعة الغذائية ) خاصة مع وجود ضبابية الرؤية فلا يعرف أين سيصدر والى أين سيتجه ، كل هذا يجعل جل الفلاحين لايغامرون بتحويل منتوجاتهم ، الا القليل ، كالزيت او بعض الفواكه القليلة .
وهنا ( يشدد السيد العشاب ) على ضرورة قيام المشرفين على القطاع بتوضيح الأمور اكثر للمنتجين ، مع القيام بدراسات وأرقام وتقديمها الى الفلاح لمعاينة الخصاص في الاسواق المحلية او الدولية ، وتقديم ضمانات لكي يدخل في قطاع صناعي لايعرف عنه الكثير .
ان الفلاح ( يقول المهندس عبد الحبار العشاب ) : بطبيعته متخوف من تقلبات الطقس ، ومن تجربته مع عدم انتظام التساقطات ، أو مشكل الأوبئة التي قد تهدد محصوله السنوي لذا يجب اعتماد سياسة اكثر وضوحا لتحفيز الفلاح على الانخراط في مشروع صناعي .
وعن تقييمه لسياسة الدعم وعقود البرامج التي توقعها الحكومة مع السلاسل الفلاحية ..ومدى نجاعتها في تحقيق الاهداف المنتظرة ؟
قال السيد عبد الجبار : في ما يتعلق بسياسة الدعم وعقود البرامج التي توقعها الدولة ، أعتبر ان كراء الأراضي للخواص ، خطوة مهمة تضمن غالبا الانتاج ، وهو ما نراه في الضيعات الكبرى ، فلا بديل للدولة عن ذلك ولايمكن أن تستغل هي الاراضي بنفسها ، اما في ما يخص سياسة الدعم ، فهي معقدة ولا يستفيد منها الجميع ، فعدد من الفلاحين لم يعودوا يتتبعون ملفاتهم التي تخول لهم الاستفادة من الدعم ، بسبب تقاذفها بين المكاتب دون حل لأسباب غير منطقية ولعراقيل ادارية ، فاما يجب حذف هذا الدعم ، أو وضع معايير واضحة تمكن كل من توفرت فيه الشروط من الاستفادة وأظن ان سياسة الدعم لم تكن ناجحة او استفادت منها فئة قليلة من المحظوظين.
وحول ارتفاع اسعار زيت الزيتون ..والاعتماد على استيراد هذه المادة من الخارج ..؟
اوضح السيد عبد الجبار العشاب : بالفعل ، كان ثمن الزيت هاته السنة مرتفعا ، وهناك عدة أسباب اولا كانت سنة فلاحية صعبة ، بسبب ضعف التساقطات ، الذي يكون تأثيره مباشرا على الانتاج ، اذ أن عدة ضيعات صغيرة ومتوسطة ، تتأثر بانحسار الأمطار ، خاصة مع انقطاع المياه الجوفية في بعض المناطق مثل منطقة الشرق ، كما يفضل بعض المنتجين تصدير منتوجاتهم لوجود طلب مهم في اوروبا ، ما أثر على ارتفاع الطلب وقلة العرض ، وقد لجأت الحكومة للاستيراد من جديد لمواكبة الطلب ، واستقرار الأثمنة الا أن الأسعارظلت مرتفعة ، وكان الثمن يترواح ما بين تسعين درهما ومائة درهم للتر الواحد وهو ثمن مرتفع جدا.
والخلاصة يقول المهندس العشاب : باتت الحكومة مطالبة بمراجعة عدة نقاط لتمكين القطاع الفلاحي من الاستمرار في ظروف مناخية متقلبة وصعبة ، كدراسة مدققة للاسواق ، وتحديد الخصاص في منتوجات دون اخرى ، واعتماد أسواق جملة عصرية ، مع تسهيلات للفلاح للوصول اليها ، ومحاربة المضاربين لضمان تسويق المنتوجات بأثمنة مناسبة للمواطن .
اما التصدير ، يؤكد السيد العشاب : فهو مهم للاقتصاد ، ولكن يجب ضبطه وتحديد المنتوجات ، التي يمكن تصديرها وانتاجها ، مع مراعاة حاجيات السوق الداخلي أولا ، بالطبع كل هذا ، يفرض أولا سياسة مائية موازية ، وزيادة عدد سدود المملكة وترشيد ندرة المياه والحفاظ عليها من الضياع ، كاعادة تهيئة القنوات القديمة وتحويل المياه من منطقة الى اخرى ، مع رفع مشاريع تحلية مياه البحر ، واستغلال مناطق فلاحية جديدة ، حيث تكثر التساقطات مثل المناطق الشمالية أوالساحلية .