عيد العرش المجيد : بمناسبة ” اليوبيل ” الفضي ، الخبير والفاعل الاقتصادي المهندس عبد الجبار العشاب ل” يومية الصباح ” : المغرب كسب رهان التنمية الاقتصادية بتأهيل مناخ الأعمال وتشجيع الاستثمار ..

مكناس / الأفق : متابعات
25 سنة ..بناء ونماء ..وتحديات سياسية واقتصادية واجتماعية ..25 سنة من عهد الملك محمد السادس .. وضع المغرب قطاره على سكة التنمية الشاملة وطريق التحديث ..وبناء مجتمع حداثي ..
يومية ” الصباح ” وهي تخص الذكرى الغالية بعدد خاص ..
استضافت الخبير والفاعل الاقتصادي المهندس ” عبد الجبار العشاب ” الرئيس السابق للاتحاد العام لمقاولات المغرب بمكناس / ايفرن ، في حواره اجراه الزميل ذ. برحو بوزياني ، ونظرا لأهمية الحوار وشخص المحاور ، ندرج هنا نص الحوار تعميما للفائدة ..
٠
وفيما يلي نص الحوار :

في البداية : أشاد السيد عبد الجبار العشاب ، رجل الاعمال والمستثمر في قطاع الاشغال العمومية والفلاحة ، بالمستوى الذي وصله النشاط الاقتصادي ، خلال عهد محمد السادس ، والتنمية الشاملة التي تحققت في العديد من المجالات ، بفضل الأوراش والاصلاحات ، التي عرفها المغرب ، والتي انعكست ايجابا على مناخ الاستثمار .
واستعرض السيد العشاب ، الرئيس السابق للاتحاد العام لمقاولات المغرب بمكناس ، في حديثه مع ” الصباح ” بعض المجالات التي تحقق فيها تقدم كبير على عهد الملك محمد السادس ، مشيرا الى ان خمسا وعشرين سنة من حكمه ، يمكن مقاربتها من خلال ثلاث مراحل ، الأولى همت العشرية الأولى من حكمه ، والتي ارتكزت كثيرا على انجاز البنيات التحتية والتجهيزات الاساسية من طرق وسكك حديدية ومطارات وموانئ ، وهي العشرية التي عرفت مشاريع كبرى ساهمت في فك العزلة عن العالم القروي ، ومحاربة اثار الجفاف والاهتمام ببرامج كهربة وتوفير الماء الشروب ، وفك العزلة عن المناطق الجبلية .
اما المرحلة الثانية ، يقول العشاب ، فقد توجهت جهود الدولة الى مشاريع كبرى شملت الطرق السياراة والموانئ ، مثل ميناء طنجة المتوسطي ، وربط غرب المغرب بشرقه وشماله الى جنوبه حتى مراكش ثم اكادير ، بالاضافة الى عدة مقاطع طرقية حيوية ، افضت الى جلب استثمارات اجنبية ، ما ساهم في تحفيز الانشطة السياحية ، في جميع انحاء المملكة .
ولم يفت الفاعل الاقتصادي الوقوف عند تجربة المراكز الجهوية للاستثمار ، في تسهيل المساطر وتجاوز التعقيدات الادارية التي ظلت تعرقل المشاريع ، وهو الورش الذي ظل مفتوحا من خلال العديد من الاصلاحات ، التي مكنت من تأهيل مناخ الاستثمار ، وتوفير البيئة المناسبة للمستثمرين المغاربة والأجانب ، واحتضان الشركات الكبرى في العديد من القطاعات ذات القيمة المضافة مثل السيارات وصناعة الطيران والنسيج .
وتوقف العشاب عند تجربة المناطق الحرة ودورها في جلب عدد من المستثمرين في صناعة السيارات بطنجة والقنيطرة ، ما ساهم في.ديناميكية اقتصادية ، ادت الى توفير الاف مناصب الشغل والرفع من نشاط المقاولات الصغرى والمتوسطة ، كما ساهمت هذه الدينامية ليس في فقط في تنمية المغرب ، بل انتقلت في اطار السياسة الملكية الخاصة بافريقيا ، الى الاستثمار في العديد من الدول الافريقية ، من خلال مئات الاتفاقيات الموقعة معها خلال الزيارات الملكية التي أعطت دفعة كبيرة للتعاون الاقتصادي بين المغرب وبلدان القارة الافريقية .
اما العشرية الثانية ، يقول السيد العشاب ، فعرفت تغيرات جديدة مع الاعلان عن الدستور الجديد ، والذي مكن الطبقة السياسية من الانخراط أكثر في الدينامية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، التي عرفها المغرب ، حيث تواصلت الاوراش والاصلاحات في جميع المجالات والتي مكنت من رفع عدد من التحديات ، وهي المرحلة التي عرفت رفع وتيرة التصنيع ، وجلب المزيد من الاستثمارات الخارجية ؛ التي طورت عددا من الصناعات بالبلاد .
أما مجال البنيات التحتية ، فتحولت المشاريع الكبرى الى المدن ، من خلال مشاريع اعادة بنياتها التحتية وتجهيزاتها ، وتشييد منشأت جديدة ، فأصبحت مدن طنجة والرباط والبيضاء ومراكش أوراشا مفتوحة مجهزة ببنيات تحتية متقدمة ، انعكست على حياة المواطنين ، وأصبحت تتوفر على مناطق صناعية حديثة ساهمت في جلب المزيد من الاستثمارات .
كما تمكن المغرب من الخروج من تداعيات جائحة كورونا بأقل الخسائر ، بفضل الرؤية الملكية الاستباقية ، والتدابير الاستعجالية التي انخرط فيها المغرب ، والتي مكنته من التأقلم بسرعة مع الاوضاع التي فرضتها الجائحة ، وساهمت في الحد من الخسارات ، التي لحقت اقتصاديات بعض الدول .
اما التحدي الأخير الذي واجهه المغرب ، يقول المهندس العشاب ، فهو تحدي زلزال الحوز ، والذي اظهر المغرب تعبئة شاملة لكل مواطنيه ومؤسساته ، من أجل تقديم الدعم الى الضحايا ، ومساعدتهم على استعادة حياتهم الطبيعية ، واعادة ايوائهم وبناء منازلهم ، وهو التحدي الذي كشف وحدة المغاربة وتضامنهم في الكوارث ، حيث تتواصل مشاريع اعادة بناء المناطق المتضررة وتشييد الطرق والمدارس والمراكز الصحية .
وعرفت العشرين سنة الأخيرة عودة المغرب بقوة الى الانخراط السياسي والاقتصادي في القارة الافريقية بدخول شركاته وبنوكه لعدة دول افريقية ، ومازال هذا العمل مستمرا مع الاعلان عن مشاريع قارية كبرى في الأفق ، مثل انبوب الغاز الافريقي ، المغرب ..نيجيريا ، ومشروع الأطلسي ، الذي سيساهم في ربط دول افريقية بصحراء المغرب .

* كأس العالم 2030
” يبقى الورش الأخير ، يقول السيد العشاب ، وهو احتضان كأس العالم 2030 ، الى جانب اسبانيا والبرتغال ، والذي يشكل مناسبة كبرى للمغرب ، من اجل الانتقال الى مرحلة جديدة من تاريخه ، حيث انطلقت المشاريع الكبرى في جميع المجالات ، من تشييد الطرق السيارة ، والملاعب والمؤسسات السياحية والفندقية والمطارات ، وخطوط القطار فائق السرعة ، والقطارات الجهوية ، واقتناء المزيد من الطائرت ، وفتح خطوط.جوية جديدة مع مختلف القارات ، استعدادا لهذا الحدث الرياضي العالمي .”

اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *