مداخلة الدكتور محمد قدوري / المستشار بجماعة مكناس أثناء ندوة : ” بين الأمس واليوم ..مكناس الى أين ” ..

الأفق : متابعات

مشاركة الدكتور محمد قدوري في الندوة التي نظمتها الكتابة الاقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمكناس تحت عنوان ” بين الامس و اليوم …مكناس الى أين
بسم الله الرحمان الرحيم .
ايتها الاخوات ، ايها الاخوة .
سعيد بوجودي بينكم
الشكر للأخوات و الاخوة في الكتابة الاقليمية و على راسهم الاخ و الصديق ، الكاتب الاقليمي السيد يوسف بلحوجي
عندما ننظر إلى “مكناس الأمس”،
• لا يختلف اثنان في كون مكناس مدينة سلطانية وواحدة من اربعة عواصم المغرب التاريخية
• و تعتبر سادس أكبر مدينة مغربية حسب عدد السكان، وفق إحصاء 2014، وهي مسجلة كتراث تاريخي عالمي من طرف اليونسكو منذ 1996.

• ولإقليم مكناس مؤهلات فلاحية متنوعة لذلك اختارها جلالة الملك محمد السادس نصره الله لتكون عاصمة لهذا القطاع لتحتضن الملتقى الدولي للفلاحة كموعد سنوي يلتقي فيه الفلاحون والمهنيون لتبادل الخبرات والتجارب والاطلاع على آخر مستجدات الفلاحة وطنيا وعالميا.

• و لمدينة مكناس رأسمال مادي و لامادي هام وموروث تاريخي وثقافي وحضاري و روحاني غني ومتنوع
• لمكناس أيضا مدينة جديدة بشوارعها الفسيحة وعمرانها العصري الأوربي وحدائقها وأحيائها الصناعية والتجارية ومؤسساتها الإدارية والعسكرية والرياضية والثقافية
وهكذا اجتمعت في مكناس مختلف الثقافات والخلفيات الاجتماعية التي تؤهلها لتكون لها مكانة تضاهي بها مكانة المدن الكبرى بالمغرب.
لكن مع مرور الزمن وتطور المجتمع شهدت مدينة مكناس تحولات جذرية.
و كما يقول المثل الفرنسي quand on n’arrive » pas à avancer on recule » ” من وقف مكانه تراجع ” و هاد شي لوقع لمدينة مكناس وكأن الزمن توقف بها بل أعادها إلى الخلف بالنظر إلى الإهمال و سوء التدبير والتسيير و التخطيط الذي طالها في كافة المجالات وعلى مختلف المستويات.
• إحدى هذه التحولات تتعلق بفقدان مدينة مكناس لصفتها كعاصمة جهوية لفائدة جارتها فاس وأضحت تابعة لها، و كان موقف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، موقف حزبي ، التمسك بمكناس كعاصمة جهوية وليس ملحقة
• وفي ظل هذا الواقع المرير لم تستفد مكناس من الاستثمارات العمومية في الوقت الذي كانت هناك الإمكانية كما هي اليوم بالنظر الى وجود نفس التركيبة السياسي ة بين القائمين على تسيير و تدبير المدينة و بين القائمين على تسيير وتدبير الشأن العام.
تعرفون نظرية هرم ماسلو في تدرج الحاجات الانسانية :
 الحاجات الفسيولوجية
 الحاجة الى الامن
 الحاجات الاجتماعية
المهم هناك 5 مستويات
هنام سياسات تريد ان تبقى في المستوى الأدنى حتي لا تتطلع الى ما هو احسن ن و هذا هو حال ساكنة مكناس ، لم تعد تحلم سوى بالحد الأدنى المتمثل في:
 تعزيز وتقوية البنية التحتية
 و إنارة شوارع المدينة وأزقتها
 وحماية المساحات الخضراء والحدائق التي تركها المعمر و تركها مجلس الاتحاد الاشتراكي
أما المطالبة ببناء مرافق عمومية في ظل التوسع العمراني والنمو الديمغرافي الذي تشهده المدينة فيبقى في خانة حلم اليقظة.
• من اعراض ان تبقى المدينة على مستوى الحاجات الفسيولوجية بالقرارات المركزية :
 فهل يوجد في مكناس مستشفى من الجيل الرابع ؟…………… لا
 أين اختفى مشروع بناء كلية طب الاسنان؟ الله اعلم
 أين هي المحكمتين الادارية والتجارية ؟ مشاو لفاس
 اين هو المهرجان الوطني للمسرح ؟ مشا لتطوان،
 اين مهرجان الفرس ؟ مشا الجديدة
وفي غياب لوبي قوي يترافع على المدينة سنستفيق يوما ما على تهريب المعرض الدولي للفلاحة إلى مدينة أخرى.
• من اعراض ان تبقى المدينة على مستوى الحاجات الفسيولوجية بالقرارات المحلية :
 لا انارة
 الاغتصاب القسري للملك العمومي
 ماعندنا محطة طرقية مصاوبة
 ما عندنا مسرح كبير ،
 ما عندنا رواج اقتصادي ،
 ماعندنا حافلات النقل الحضري في المستوى لا في الكم ولا في النوع
 مبقاش عندنا مسابح ،
الحاصول وبدون مبالغة
“فين ما ضربتي لقرع يسيل دم”

من هنا يمكن القول أنه تداول على السلطة في مكناس عدد لا يستهان به من مسؤولين إداريين ومنتخبين وحتى لا نبخس الناس أشيائها فإن من بين هؤلاء كفاءات وطاقات لكن لم تجد المناخ السليم للاشتغال وفق جديتها و قناعاتها
و ما دمنا نتكلم على الجدية ، مكناس تحتاج الى هوية و بالمناسبة قلنا لمكناس رأسمال مادي و لامادي هام وموروث تاريخي وثقافي وحضاري و روحاني غني ومتنوع بمعنى فين ما حفرتي فهاد المدينة تجبد كنز و سأكتفي هنا بعنصرين .
العنصر الأول :
و يتجسد في غنى تعدد المؤهلات الفلاحية وفي هذا الصدد كانت النظرة الثاقبة لجلالة الملك محمد السادس حين قرر واختار :
 مكناس كعاصمة فلاحية بامتياز؛
 لتنظيم المعرض الدولي للفلاحة
 و تنظيم المناظرة الوطنية للفلاحة التي تنعقد عشية الافتتاح الرسمي للمعرض
 و دشن سنة 2011 المنطقة الصناعية الفلاحية AGROPOLIS على مساحة تقدر ب 140 هكتار
و نقول المنطقة الصناعية الفلاحية .
علاش :لجلب مستثمرين في المجال وخلق فرص الشغل لشباب وشابات المدينة والنواحي.
ماشي باش نتباهاو بعدد زوار المعرض .
واقه لنا بحال في معرض الكتاب : تباع كتاب واحد و يتباع 200 الف سندويتش
العنصر الثاني يتجلى في :
الثقافة والفن، والحضارة والتاريخ و ارتباطهما بالسياحة
هنا كاين « un paradoxe » مفارقة عجيبة
من جهة كل ما تفخر به مكناس مآثرها الإسماعيلية : 44 كلم من الاسوار و ابواب و قصور و المدينة العتيقة و جوامعها و مادنها العديدة و اضرحتها و زواياها
و مقابل هذا الرأسمال المهم و الموروث الغني و المتنوع
و لم يتمكن أي مسؤول من تقوية جاذبيتها و جعلها وجهة سياحية وطنية و دولية و روحانية
اين الخلل ؟
 فاس تستقبل 4 مرات عدد السياح الأجانب مقارنة بمدينة مكناس
 تطور الليالي السياحية المنجزة بالمؤسسات المصنفة : زيادة في المعدل لمدينة فاس و تراجع في مدينة مكناس

الان وصلت الى الشأن المحلي بالنسبة لجماعة مكناس
سأكتفي بصرد 3 او 4 نقط :

1- من اهم محطات مجلس أي جماعة هي محطة برنامج عمل الجماعة و للتذكير انه تعذر لبرنامج عمل جماعة مكناس الحصول على الأغلبية المطلقة للأعضاء المزاولين مهامهم في التصويت الأول وتم التصويت عليه في جلسة ثانية ب 22 صوت .
لن اتكلم عن ميزانية 2022 و ما شابها و رفض ميزانية سنة 2023 و الاستعانة بأصوات المعارضة للتصويت على ميزانية 2024
كل هذا يبين مدى انسجام الاغلبية

2- الانارة و في هذا الصدد اشير الى :
• عدم امكانية وفاء الجماعة بالتزاماتها المالية و التقنية تجاه الوكالة المستقلة لتوزيع الماء و الكهرباء .
• عدم التوفق في اختيار الشركة الممولة Ballast lampe amorceur
• ثالتا اجهاض من طرف مسؤول عملية استفادة مدينة مكناس من برنامج النجاعة الطاقية و التي يقدر بمبلغ 31 مليون درهم كما استفادت منها مدينة فاس
3- اهمية العنصر المالي :
الموارد الذاتية : مقارنة بين المداخيل و المصارف
المداخيل : احسن مداخل بالنسبة لعشر السنوات الماضية هي سنة 2017 و تقدر ب 416 مليون درهم
– بعض المصاريف الاجبارية :
التدبير المفوض (قطاع النظافة): 157000000 درهم
الاجور و النفقات المتعلقة بالموظفين: 128332000
النفقات المتعلقة بالالتزامات المالية الناتجة عن الاتفاقيات المبرمة من لدن الجماعة :100673560 درهم
المجموع :386005560 درهم
و بالتالي ستعيش مدينة مكناس البؤس في شتى المجالات اذا لم يفكر المجلس في خريطة الطريق لتحصيل جيد و سليم لمختلف الضرائب والرسوم ، كما يجب ان تكون للجماعة خيال في تدبير شانها المحلي و ابتكار حلول بديلة للتمويل .

4- حماية و مراقبة المال العام : اعطيكم كمثل مقارنة الرسوم المفروضة على مداخيل الوكلاء لبيع بالجملة للخضر و الفواكه بين مدينة تطوان و مدينة مكناس :
• جماعة تطوان :
 عدد سكان اقليم تطوان ” احصاء 2014 “:547177 نسمة
 مداخيل الرسوم المفروضة على مداخيل الوكلاء البيع بالجملة للخضر و الفواكه لسنة 2020 : 37291180 درهم
• جماعة مكناس :
 عدد سكان اقليم مكناس “احصاء 2014” : 835695 نسمة
 مداخيل الرسوم المفروضة على مداخيل الوكلاء البيع بالجملة للخضر و الفواكه لسنة 2020 : 9479791 درهم
 3 مليار و 700 مليون لجماعة تطوان بالنسبة ل 547177 نسمة و 947 مليون لجماعة مكناس بالنسبة ل 835695 نسمة
 ؟؟؟؟؟
 من المستفيد بصفة مباشرة و غير مباشرة من عدم القيام بعمليات الوزن قبل دخول الخضر والفواكه إلى السوق ومراقبة السلع التي تم بيعها عند الخروج و من هي السلطة التي تمنع ذلك .

5- من المستفيد بصفة مباشرة و غير مباشرة من
 عدم صيانة المسابح نحرم ساكنة من اجل واحد
 الباقي استخلاصه
 من المستفيد من عدم احصاء الاملاك العقارية للجماعة
لا بد من توظيف الذكاء الجماعي
“نعلم أنّ السّياسة “هي فنّ انتزاع الممكن من قلب المستحيل”، وأن “الانتزاع” يقتضي القوّة. وأكيد أنّ التّجارب علّمتنا أنّه في السّيّاسة لا يكفي أن تكون على حقّ، بل لا بدّ من أن تكون قوّة ضاغطة تحمي ذلك الحقّ فهل نحن أقويّاء؟ ”
لذلك لابد ان تستفيق نخب هذه المدينة من سباتها و تبتعد عن المصلحة الخاصة و ترتدي جلباب المصلحة العامة و تساهم في الاوراش المفتوحة ببلادنا ان باحتضانها فعاليات كاس افريقيا للأمم سنة 2025 او تنظيم كاس العالم الى جانب اسبانيا و البرتغال .
من المؤكد ان المدينة تزخر بالطاقات و الكفاءات الا انها اما مهمشة او متوارية الى الخلف و هنا يكمن الخلل .
و من هنا اوجه نداء الى هذه الطاقات للانخراط في العمل السياسي و تغيير ما يمكن تغييره .
و لذلك وجب العمل على تأسيس لوبي للمدينة من رجال اعمال و سياسيين و مثقفين و اكاديميين و نشطاء مدنيين يجمعهم هدفٌ مشتركٌ: البحث على كل المسارات الممكنة للدفاع عن مصالح المدينة لان العديد من المدن المغربية شهدت تطورًا ملحوظًا بفضل:
• الزيارة المولوية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس و
• تدخل الدولة المركزية، سواء من خلال مشاريع استثمارية ضخمة أو برامج تنموية مُوجهة .
و اختم بالقول ” انه بالرغم من كل ما ذكر ، لا يمكن الاعتماد على الجانب السلبي سوى لتجاوزه و ايقاظ الضمائر الحية .
و الخلاصة هناك امل و الامل فيكم و فينا جميعا .
يقول المثل الصيني: «أفضل وقت لزراعة شجرة كان قبل عشرين سنة، وأفضل وقت بعد ذلك هو اليوم».
و شكرا